254
المدينة المنورة.
ويُذكر أنه حين توفى جد مولانا آزاد لأبيه، وترك ابنه «خير الدين» والد آزاد صغيراً، كفله جده لأمه ورباه تربية دينية، لكن الجد لم يطق المقام في دهلي وهو يرى أشلاء الدولة الإسلامية تتمزق، والإنجليز يتحكمون في كل شيء فاستقر رأيه على الهجرة بأسرته إلى مكة المكرمة، ليقضي فيها بقية حياته بجوار البيت الحرام. . وحين وصل إلى بهوبال في وسط الهند متجهاً إلى بومباي ليستقل الباخرة إلى جدة، استوقفته أميرة بهوبال «سكندر جهان بيغم» 1
استوقفته وأبقته نحو سنتين، لكنه توفى في بومباي، فواصل حفيده - ابن بنته والد آزاد - الرحلة إلى مكة المكرمة مع الأسرة، وكان في الخامسة والعشرين، وفي مكة بنى له داراً وتزوج - كما يذكر آزاد في مذكراته - من ابنة أحد علماء المدينة المعروفين وهو الشيخ محمد طاهر الوطري 2،
وفي سنة 1306ه - 1888م ولد أبو الكلام آزاد الذي سماه أبواه محي الدين في محلة «قدوه» المتصلة بباب السلام بالحرم المكي، وكان أصغر أخوته وأخواته الخمس.
وهكذا ولد آزاد من أم حجازية وأب هندي تعرّب، فقد مكث والده في مكة نحو ثلاثين عاماً 3، وكان
عالماً جليلاً ورجلاً تقياً ورعاً، له أثره وشهرته في مكة المكرمة وفي الهند وغيرها، وقد جاء في دائرة المعارف الإسلامية الأردية 4أنه كان له
مريدون في بومباي وكلكتا ورنكون، وأنّه كان يسافر كثيراً إلى الهند.