253
معاهدة تعهدوا فيها بتيسير الحج إلى مكة، وعدمالتعرض فيالبحر للحجاج المسلمين، وكانت مدينة «سورت» ميناء يبحر منه الحجاج، ولا يزال فيها للآن شارع يسمى «باب مكة» 1.
أما الامبراطور بهادر شاه ظفر - وكان أديباً وشاعراً - فهو آخر ملوك الدولة المغولية (البابرية) في شبه القارة، فقد نفاه الإنجليز من الهند إلى بورما بعد أن أحضروا إليه رؤوس أولاده داخل أطباق على صينية الطعام، فقد ظل يناجي ربه، ويبث ألمه إلى رسول اللّٰه شعراً:
«يا رسول اللّٰه! ماكانت أمنيتي إلا أن يكون بيتي هناك بجوارك. .
لكنه أصبح في رنكون، وبقيت أمنياتي مدفونة في صدري. .
يا رسول اللّٰه!
كانت أمنيتي أن أمرغ عيني في تراب أعتابك. .
ولكن ها أنا أتمرغ في تراب رنكون. .
وبدلاً من أن أشرب من ماء زمزم. .
بقيت هنا أشرب الدموع الدامية. .
فهل تنجدني يا رسول اللّٰه!
ولم يبق في حياتي سوى أيام معدودات» .
وإذا ما تركنا الحكام إلى العلماء والدعاة، لاحظنا أن مكة المكرمة، كانت تبعث بعلمائها إلى شبه القارة، وكانت شبه القارة تعيدهم إليها تارة، أو ترد بإرسال علمائها إلى مكة تارة أخرى، ونسوق هنا مثالين أو أكثر:
أسرة مولانا أبي الكلام آزاد بين
مكة والهند:
أبو الكلام آزاد هو محي الدين أحمد، وآزاد هو تخلّصه أو اسمه الأدبي، أسرته من الهند والحجاز، فجده هو مولانا محمد هادي من أسرة كلها علم وورع وتقوى، ووالدة آزاد هي ابنة أخت الشيخ محمد بن طاهر مفتي المدينة المنورة، وكان والده مولانا خير الدين قد قدم إلى مكة المكرمة وعاش فيها، ثم تزوج من ابنة هذه الأسرة التي تنتمي إلى