244
وهي منتدى بناه قصي بن كلاب لقريش، تنطلق منه لكل شؤون حياتها، فلا يُعقد لواء، ولا تتم مشورة، ولا تزوَّج امرأة، ولا يختَن صبي، إلّافيها، وسموها دار الندوة 1: لأنهم كانوا يتنادون فيها للخير والشر معاً، وهي مفخرة لهم،
كما أنها تُعد -بلا ريب -مظهراً حضارياً آنذاك، لا يوجد شبيه له في العرب.
ومن تكاتف القرشيين، وتماسكهم، وتعاونهم: قبولهم للرِّفَادة، وهي خَراج في أموالهم فرضه عليهم جدهم قصي، لتوفير الطعام والشراب للحجاج أيام الموسم، ومع دار الندوة والرفادة هذه، صارت لقريش السقاية، والحجابة، واللواء 2، فجمعوا المجد من كل أطرافه، وقد قال شاعرهم، الزبير بن
عبدالمطلب، مفتخراً:
فلولا نحن لم يَلْبَس رجال