238
فما غطفان لي بأب ولكن
ويسمع بأبيات الحارث هذه، الحُصَيْنُ بن الحُمَام المُرِّي، أحد سادات بني مُرَّة، وشاعرهم، فلم يعجبه، فينتقد الحارث نقداً لاذعاً، فيه مسٌّ بقريش، وذلك في قوله:
ألاَ لستُم منَّا ولسْنَا إليكمُ
ويقصد بمُعْتَلَج البطحاء: بطحاء مكة، أي سهولها حيث يعتلج القوم، ويتصارعون، وهو يعني قريشاً، غير أنه لم يلبث أن نَدِم ندماً شديداً على ما بدر منه، فأكذب نفسه صراحة، وعاد فمدح قريشاً، وانتمى إليهم، فقال:
نَدِمتُ على قول مضى كنتُ قلتُه
وما حمل الحُصين على ما فعل، مع ما له من العزة والسيادة في قومه، إلا تلك المكانة العالية لقريش في نفسه.
ومن تبجيل العرب لقريش: الاعتراف لهم بالسبق، والفضل، على الأهل والقرابة، كما فعل عوف بن الأحوص في وصفه للحرب التي انتصرت فيها قريش على بني قومه، فهو يعترف لقريش بالقوة، وحسن النظام، والغلبة، في قوله: