239
لمَّا دَنَوْنَا للقِباب وأهلها
كما يظهر من الأبيات: فإن الشاعر لا يُخفي إعجابه بقريش، ومقدرتها الحربية، فهي وإن كانت هزيمتها، وحلفائها تُرضي غرور المُفاخر، وتَشفي ما في الصدور من الغيظ والحنق، لو انتصرت عليهم هوازن، إلا أن تصميم قريش على النصر ظاهر، يؤكده ما جمعته من حشود حافلة، وعزم قويٍّ يفلقُ الصخرَ، فغلب حظُّها على حظوظ سليم وعامر، فانتصرت عليهم، فتخاذلوا، وكَبَا بهم جَدُّهم.
وتحمل أبيات الأعشى التالية، معاني الفخر بقريش، والاعتراف لهم بعلو المنزلة، وسمو المكانة، يقول من قصيدة طويلة في هجاء عُمَيْر بن عبداللّٰه بن عِيدان:
فما أنت من أهل الجَحُون ولا الصَّفا
ولا لك حق الشّرْب من ماء زمزم
ولا جعل الرحمنُ بيتَك في العُلا
بأجْيَادَ غربِيَّ الصفا والُمحَرَّم 2
وهكذا تبدو مكانة القرشيين عند العرب القدامى كما صورها الشعراء في شعر كثير منوع.