225
واضِعٌ خلفَه الجِرار كما
قطَّر صخر من جانب محرور 1
وقول شاهد عيان سلِم من الحادثة، وهو رجل من كنده اسمه: نُفَيْل بن حبيب، يصوِّر هوْل الواقعة، كما شاهدها، لامرأة يخاطبها:
فإنك لو رأيت ولم تَرَيْهِ
وقريب من قصة أبرهة، ما أورده القِبطي في أعلامه من قصة أسعد الحميري (تبع) ، وجبروته، واتساع ملكه، وكثرة وزرائه، وانتهائه إلى مكة في جولة له في أرجاء مملكته، معتقداً أن أهلها سيدينون له بالطاعة كما دان غيرهم، إلا أنهم لم يعترفوا به ملِكاً عليهم، ولم يعظموه، فأغضبه ذلك شديداً، وشكا إلى كبير وزرائه ما فعله به أهلُ مكة، فهوَّن عليه: بأنهم عرب لا يعرفون شيئاً، وأن لهم بيتاً يقدسونه يسمى: (الكعبة) ، وهممعجبون به، فأغاظهماسمع، فعسكر بجيشه ببطحاء مكة عازماً على هدم البيت، ناوياً لمكة وأهلها شراً، فأخذه صداع شديد، وتفجر منه ماء نَتِن، كان سبباً في تفرق الناس عنه، ولما اشتد به الحال، خلا به أحدُ العلماء، وأفهمه: أن سبب ما هو من ضيق وشدة، ما نواه للبيت وأهله من سوء، فبادر الملك بالرجوع عن نيته، فشُفِي من ساعته، فكسا البيت، وأكرم العلماء 3.