55صحيحالبخاري وغيره -: «جُعِلَتْ لي الأرضُ مَسجداً وطهوراً» .
و لأنّ السجود على التراب ووضع الجبين عند السجدة على الأرض هو الأنسب للسجود أمام اللّٰه، لأنه أدعىٰ للخشوع وأَقربُ إلى الخضوع أمام المعبود، كما أنه يُذكِّرُ الانسانَ بأصله ومعدنه، أليس قال اللّٰه تعالى: مِنْهٰا خَلَقْنٰاكُمْ وفِيهٰا نُعِيدُكُمْ ومِنْهٰا نُخْرِجُكُمْ تٰارَةً أُخْرىٰ 1؟ !
و إنّ السجودَ غايةُ الخضوع، وغاية الخضوع لا تتحقّق بالسجود على السجّاد والفراش، والقماش والجواهر الثمينة، إنما تتحقق بوضع أشرف موضعٍ في البَدَن وهو الجَبين على أرخص شيء وهو التراب (راجع: اليواقيت والجواهر للشّعرانى الأنصاري المصري من علماء القرن العاشر) .
نَعم، لابدَّ أن يكونَ الترابُ طاهراً، ولهذا يحمل الشيعةُ معهم قطعة من الطِّين (وهو التراب الملتزق بعضه ببعض) للتأكّدِ من طهارته.
ورُبَما يكون هذا الطين مأخوذاً من أرضٍ مباركةٍ كأرضِ كربلاء التي استُشهِدَ فيها الإمامُ الحسين سبطُ رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله تبرُّكاً، كما كان بعض الصَّحابة يأخُذون من حصى مكّة للسُجود عليها فيأسفارهم، تبرّكاً (راجع المصنف للصنعاني) .
و لكن لا يُصِرُّ الشيعةُ الجعفريّة على هذا، ولايلتزمون به دائماً، بل يَسجُدون على أيّ صخرة نظيفةٍ طاهرةٍ مثل بلاط المسجد النبويّ الشريف، وبلاط المسجد الحرام بلا إشكال ولاتردُّد.
كما أنّهم لا يضعون يدهم اليمنىٰ على اليد اليُسرى في الصلاة؛ لأنّ النّبي صلى الله عليه و آله لم يفعل ذلك، ولأنه لم يثبت ذلك بالنص القاطع الصريح، ولهذا لا تفعله المالكية أيضاً (راجع البخاري ومسلم وسنن البيهقي، ولمعرفة رأي المالكية راجع بداية المجتهد لابن رشد القرطبي المالكي وغيره) .