116سائر المَساجد القديمة الموجودة في المدينة المنوّرة.
يتبيّن من الرّوايات الشيعيّة كذلك والمتعلقة بالمساجد والأماكن المقدسة، وأسوة بالمصادر الخاصّة بأحوال وشؤون المدينة المنوّرة، عَدم وجود مَسجد باسم مَسجد المُباهلة، بل ولم يَرد أيضاً على لسان الأئمة عليهم السلام مَسجد بهذا الاسم
مع أنّ الاحتمال الأول، وهو أن يكون قَصدَ بمَسجد المُباهلة مَسجد الإجابة، هو احتمال أكبر من الثاني، ويُمكن القول بأنّه ونتيجة لأوجه التشابه التي أشرنا إليها سابقاً، تشابهت الأمور على صاحب كتاب (المزار الكبير) وبدلاً من ذِكر مَسجد الإجابة استخدمَ اسم مَسجد المُباهلة، ودليلنا على ذلك هو الجملة الأخيرة من كتابه: «وتصلّي في مسجد المباهلة ما استطعت، وتدعو فيه بما تحبّ» .
وأمّا توصيته الزائرين بذلك، فمنشؤها أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله كان قد صلّى في المَسجد المذكور ودعا فيه واستُجيبَ له، وعلى الزائرين كذلك أن يتّخذوا عمل الرسول صلى الله عليه و آله أسوة لهم، فليصلّوا فيه ويدعوا ربّهم هناك كما فعل النبيّ صلى الله عليه و آله.
أمّا إذا كان يَقصد بقوله ذاك وجودمَسجد باسم مَسجد (المُباهلة) ، لكان لزاماً عليه الإشارة باليقين إلى ذلك المَسجد، وبيان أهميّته، لوقوع حادثة تاريخيّة مهمّة فيه.
ومهما يكن من أمر، فإنّ تناقل مثل تلك العبارات في الكُتب (كُتب الأدعية والزيارات) وجَلب أنظار الزائرين إلى ذلك المَسجد على اعتبار أنّه هو (مَسجد المُباهلة) ، كان له تأثيره الفعّال الذي حالَ دون التحقيق والبَحث في أصل الموضوع وكَشف خفاياه.
لماذا لم يُبنَ مَسجد في مكان المُباهلة؟
بعد وَضع الأدلّة السابقة القائلة بعَدم وجود مَسجد يُسمّى ب(مَسجد المُباهلة) بعَين الاعتبار، قد يتساءل