115المَشهديّ 1يُخاطب الزائرين للمدينة المنوّرة في كتابه المُسمّى ب (المزار الكبير) ، ومن خلال حثّهم على إقام الصلاة في مَساجد المدينة وأماكنها المقدّسة، يُخاطبهم قائلاً:
«وتصلّي في دار زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام ما قدرت، وتصلّي في دار جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، وتصلّي في مسجد سلمان الفارسي رحمه الله، وتصلّي في مسجد أميرالمؤمنين عليه السلام، وهو محاذي قبر حمزة عليه السلام، وتصلّي في مسجد المباهلة ما استطعت وتدعو فيه بما تحبّ وقد ذكرت الدعاء بأسره في كتابي المعروف ببغية الطالب وإيضاح الناسك» .
وقد نقلَ كلّ من العلّامة المجلسي رحمه الله في (بحار الأنوار) والُمحدّث النوري في (المُستدرك) هذا القول بنصّه 2، ثم حذت بعض المؤلفات وكتب الأدعية والزيارات حَذوهما، وقامت بنَقل النصّ أو ترجمته.
إلّا أنّ هناك سؤالاً يتبادر إلى الأذهان فيما يتعلّق بكلام محمّد بن المَشهديّ، وهو كيف سهى المَشهدي عن إيراد ذِكر موقع مَسجد المُباهلة، في حين تطرّق إلى ذِكر مكان مَسجد (أمير المؤمنين عليه السلام) بقوله: «وهوَ مُحاذٍ لقَبر حمزة عليه السلام» ، وهل كان يقصد بهذا المَسجد (أي، مَسجد أمير المؤمنين عليه السلام) ، مَسجد الإجابة، أم قَصدَ به مَسجداً آخر كان معروفاً في زمانه لكنه نُسِيَ مع مرور الزّمن، واُغفِلَ عنه؟
وبالطّبع فإنّ الإحتمال الثاني غير وارد لأنّه لو كان مثل ذلك المَسجد موجوداً في زمانه، لما أهمله المسلمون وما كانوا ليتوانوا في حفظه والعناية به، وتعميره وتجديده، والمحافظة عليه شأنه في ذلك شأن