108
القرن السابع:
يتبيّن من كلام ابن النجّار (المتوفى سنة 643ه) ، أنّ المسجد المذكور كان قد تعرّض للدّمار في حياته، وتهدّم بعض جوانبه، حيث يقول: «ومَسجدان قريبان من البقيع، أحدهما يُعرَف ب(مَسجد الإجابة) ، وفيه اسطوانات قائمة ومحراب مَليح وباقيه خراب، وآخر يُعرَف ب(مَسجد البَغلة)» 1.
ويُستفاد من كلام المطريّ (المتوفى سنة 741ه) أنّه وبعد انقضاء قرن من الزّمان ظلّ المسجد المذكور على حاله من الخراب حتى في حياته هو، بل ولم يأت ذِكر الاسطوانات والمحراب الذين أشار إليهما ابن النجّار الذي عاش قبل المطريّ بقرن، ولم يبقَ من مساكن (بَني مُعاوية) ومنها (مَسجد الإجابة) إلا تلّ من التراب لا غير، «ويُعرَف هذا المسجد بمَسجد الإجابة وهو شماليّ البقيع مع يسار الطريق السالك إلى العُريض وسط تلول، وهي آثار قرية لبَني مُعاوية وهو اليوم خراب» 2.
وقد تكرّرت عبارة (وهو اليوم خراب) حتى أوائل القرن التاسع على لسان المكّيّ (المتوفى سنة 854ه) 3، فيتبيّن من ذلك بقاء (مَسجد الإجابة) على ما كان عليه من الخراب حتى القرن التاسع.
أمّا السّمهودي (المتوفى سنة 911ه) فيُشير إلى تعمير المَسجد المذكور وترميمه في أواخر القرن التاسع باسم (مَسجد الإجابة) ، حيث قال: «وهو أحد المَسجديْن الذين أشار إليهما ابن النجّار ورآهما في حال الخراب في حياته، لكن لم يبق اليوم أثر للاسطوانات التي كانت موجودة داخل المَسجد والتي ذكرها ابن النجّار في كتابه، إلّاأنّه تمّ تعمير المَسجد من جديد» .
ويُضيف السمهوديّ قائلاً: «لقد قُمتُ بنفسي بقياس مساحة المَسجد؛ فمن