107عَدم الإشارة في الحديث المذكور إلى مكان دعائه صلى الله عليه و آله في مَسجد الإجابة، إلّاأنّ مَضمونه لا يتعدّى كونه نَفس مَضمون الحديث الذي ذكرناه والمنقول عن أهل السّنة.
أمّا نَصّ الحديث المذكور والذي نقله المرحوم الصّدوق بإسناده في (الخصال) ، فهو كما يلي:
المساجد القديمة في المدينة، بما فيها منازل الأفراد أو البساتين أو النخيل، والتي أقامَ الرّسول صلى الله عليه و آله فيها الصلاة، إلّاأنّها لم تكن تُعتبر في حياته صلى الله عليه و آله أماكن عامّة يؤمّها الناس بوصفها مَسجداً، وبقيت على تلك الحال
«عَن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: سألتُ رَبّي تبارك وتعالى ثلاث خصال، فأعطاني اثنتيْن ومَنعني واحدة. قلتُ: يا ربّ! لا تُهلك أمّتي جوعاً، قالَ: لكَ هذه. قلتُ: يا ربّ! لا تُسلّط عليهم عدوّاً من غيرهم؛ يعني من المُشركين، فيحتاجوهم. قال: لكَ ذلك. قلتُ: يا ربّ! لا تجعل بأسهم بينهم؛ فمَنعني هذه» 1.
مَسجد الإجابة في التأريخ:
تبيّن من الأحاديث التي أوردناها حول (مَسجد الإجابة) أنّ هذا المَسجد واحد من المساجد التي تمّ بناؤها في حياة النبيّ صلى الله عليه و آله على يَد قبيلة (بَني مُعاوية) ، وعند مروره صلى الله عليه و آله بالمَسجد المذكور، دَخله وصلّى فيه وهناك دعا ربّه.
وتُفيد المصادر التأريخية كذلك بأنّه، وبعد رَحيل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، ظلّ مَسجد الإجابة ولعدّة قرون كما كان في زَمن الرّسول صلى الله عليه و آله يحمل نَفس الإسم، وهو (الإجابة) و (بَني مُعاوية) وهو ما بقي مَعروفاً به، وما حديث ابن شبّة المتوفّى سنة (262ه) الذي اُشيرَ إليه آنفاً، إلاّ شاهد على ما نقول.