216اتّصل بها) في «رحلته» داعية، يفحص وينقّب ويقارن، وموجّهاً يريد أن يؤثّر (أو أن يسهم على الأقلّ) في مجريات الاُمور في البلد الذي ينتسب إليه.
في مساهمتنا المتواضعة، هذه نريد أن نسهم في التأريخ لأدب الحجّ في المغرب العربي لا نريد لإسهامنا أن يتوخّى سبيل الإحصاء والاستقصاء لمتن الرحلة الحجّية في هذه المنطقة من العالم العربي الإسلامي، ففي إمكان القارئ الكريم أن يقف على ذلك عند غيرنا في دراسات متقدّمة على عملنا ولها، فضلاً عن فضيلة السبق، مزية الاستقراء الشامل ما يكاد يكون كذلك 1، بل نطلب التماس تقريب صورة هذه الرحلة من خلال أنموذج تجتمع فيه صفات كثيرة، قويّة وواضحة، دالّة.
محمّد الحجوي في رحلته الحجازية:
ينتسب محمّد بن حسن الحجوي الثعالبي (1874 - 1956م) ، إلى تلك الطائفة من المفكّرين النابهين في الفكر المغربي المعاصر، ونحسب أنّه قد نال من الفقهاء المجتهدين المعاصرين شهرة واسعة بفضل كتابه «الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي» ، فهذا الكتاب قد عرف انتشاراً وتداولاً كبيرين في أوساط العلماء في المغرب العربي ومصر والحجاز، وطبع أكثر من مرّة في المدينة المنوّرة.
والكتاب، ولا جدال في ذلك، متميّز بطريقة صاحبه للتأريخ لتاريخ التشريع الإسلامي، وتطوّر الفقه الإسلامي، وبنظراته في الاجتهاد وطرائقه، وفي شرح التقاعس فيه في الأزمنة الحديثة والمعاصرة. غير أنّ للرجل مؤلّفات اُخرىٰ، عديدة، غير الكتاب المذكور، لا يزال الكثير منها مخطوطاً غير منشور، ومؤلّفات