178من الحجاج، والذين التقاهم حال أداء المناسك، واطلع علىٰ أشواقهم الروحية، ومواجيدهم، وابتهالاتهم.
ولا يبدو آل أحمد متفائلاً، بسبب عدم استيعاب الكثير من الحجاج للأبعاد العميقة لهذه التجربة الروحية، ذلك أن الأمية والجهل وقتئذ، لدىٰ أعداد كثيرة من الحجاج، وعدم توفرهم علىٰ ثقافة شرعية مناسبة، واستغراقهم في الإطار الشكلي للطقوس، حجبهم عن وعي أهداف المناسك، وإدراك مقاصد الحج، واستلهام الآثار التربوية الهامة للمشاعر المشرفة.
إشكاليّة العنوان
تبرز براعة آل أحمد، وموهبته البيانية، في قدرته الفائقة على ابتكار عناوين فريدة لكتبه، بحيث تغدو هذه العناوين، بعد ذيوع الكتب التي تحملها، في مرحلة لاحقة، وكأنها لافتات فكرية، وأيديولوجية، وهو ما نلاحظه بجلاء في كتاب «غرب زدگي» «نزعة التغريب» فإنه ما برح هذا العنوان أن تحول إلىٰ مصطلح واسع التداول، في الأدبيات المدونة بالفارسية، بعد صدور كتاب جلال.
وكعادته انتخب عنواناً أثيراً ليومياته التي دونها في رحلته الى الحجّ، فوسمها ب «خسي در ميقات» . و «خس» كما في معاجم اللغة الفارسية تعني: (تبن، أو علف جاف، أو شوكة، أو نتفة تافهة من الخشب، أو حشائش جافة مضمحلة، وتستخدم مجازاً بمعنىٰ حقير، ووضيع) . ويقابلها بالانجليزية fo pihs llams doow .
أما الياء في «خسي» فهي للتنكير، تنكير الاسم وإخراجه من كونه معرفة إلىٰ معنىٰ شائع في جنس، كما في «رجل» .
وبعد مطالعة الكتاب وجدنا آل أحمد يشير بكلمة «خسي» في عنوان كتابه