169الأدب العالمي.
وأحسب أن رحلة جلال آل أحمد إلى الحج، الموسومة ب: «خسي در ميقات» تعد واحدة من أندر وأثمن تلك الأعمال، وتكتسب هذه الرحلة أهميتها، مما يلي: 1- إن كاتبها من أبرز رواد القصة في الأدب الفارسي الحديث، مضافاً إلىٰ أنه ناقد، ومفكر، وسياسي، ورحالة، ومثقف ناقد ومتمرد، اجترح مغامرات فكرية ، لم تتوافر لمعظم أترابه، إذ تمثلت هذه المغامرات، بتقلبات وتنقلات بين «محطات أربع» هي: موسكو، باريس، القدس، ومكة، وأن هذه المدن ترمز إلىٰ مراحل توجهه السياسي والثقافي، والإلهامي، والإيماني، وأنه غادرها جميعاً، باستثناء مكة المكرمة، كما يؤكد شقيقه شمس آل أحمد 1.
فقد بدأ جلال رحلته الفكرية السياسية بموسكو، حين تماهىٰ معها، من خلال التحاقه بحزب تودة، في السنوات 1944 - 1947، ثم أقلع منها إلىٰ باريس، فانخرط في تيارات الأدب والثقافة الفرنسية، وشغف بألبير كامو، وسارتر، وغيرهم فترجم «الغريب» لألبير كامو بالتعاون مع شخص آخر، سنة 1949 و «سوء التفاهم» لألبير كامو أيضاً سنة 1950، كذلك ترجم «الأيدي القذرة» لسارتر سنة 1952.
وتأثر بالعديد من المفكرين الأوروبيين، وأغرق في إطراء جان بول سارتر، معتبراً إياه مقياساً للضغط السياسي والأدبي، ومناهضاً لكل نزعة تسلطية، واستعار منه فكرة الالتزام الاجتماعي، كجزء أساسي من مهمة الكاتب، وحذا حذو سارتر في تسمية المستنير ب «الضمير المريض» للمجتمع 2.
وفيما مضىٰ، أشرنا الى انه تأثر بهايدغر، واستلهم أفكاره، بشأن طبيعة