161متطلبات العيش.
وعندما بلغ العشر أرسله أبوه ليدرس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، غير أنه ما لبث أن غادر النجف، بعد فترة وجيزة، لا تتجاوز ثلاثة أشهر، ويبدو أنه ضاق ذرعاً بنمط التعليم التقليدي، وطبيعة الكتب المتعارفة في المدارس الدينية، وأسلوب التدريس، وهو ما يومئ إليه وصفه لذلك النمط من التعليم، في فترة لاحقة، بأنه تحوّل إلىٰ متحف لتخريج «المومياءات المحنطة» 1.
وكان يروم الذهاب من النجف إلىٰ لبنان للالتحاق بالجامعة الأمريكية في بيروت، لولا أن السبل لم تكن ممهدة لسفره، فأقفل راجعاً إلىٰ طهران، والتحق بالمعهد العالي لإعداد المعلمين، وتخرج منه سنة 1949، ونال درجة الماجستير في الأدب الفارسي من جامعة طهران، علىٰ أطروحة فيها قصص «ألف ليلة وليلة» .
وفي سنة 1944 م انخرط في حزب تودة «الحزب الشيوعي الإيراني» ، وسرعان ما تقدم موقعه في السلّم الحزبي، حتىٰ أمسىٰ بعد أعوام محدودة عضواً قيادياً في تودة، ومشرفاً على النشاط الإعلامي والثقافي للحزب.
إلا أن عدم استقلالية حزب تودة، وارتباطه العضوي بسياسات ستالين، وخضوعه لإرادة موسكو، أفزغ جلال، وأفضىٰ به إلى الانشقاق عن الحزب سنة 1947 م، بصحبة جماعة، تزعمهم خليل ملكي، ومن الطريف أن إذاعة موسكو هاجمتهم، ووصمتهم بالخونة، فسئم جلال العمل السياسي، وانسحب بهدوء، بعيداً عن صخب التجارب الحزبية، وملابسات حياتها الداخلية.
واقترن في عام 1949، بالقاصّة المعروفة سيمين دانشور، بعد أن تعرف عليها في رحلة بالسيارة إلىٰ شيراز.