162وفي آيار 1951 أسس خليل ملكي ومظفر بقائي كرماني «حزب كادحي الشعب الإيراني» فالتحق بهما جلال، لكن هذا الحزب انهار بعد مدة قصيرة في عام 1952.
ومرة أخرىٰ أسس خليل ملكي - بالتعاون مع جلال - حزباً جديداً، سموه «القوة الثالثة» . وهو حركة ذات نزعة «عالم ثالثية» تهتم بمشكلات التخلف وقضايا التنمية والتحديث في العالم الثالث.
لكن انقلاب 1953 الذي أطاح بمحمد مصدق، وقوّض عملية تأمين البترول، ثم هيمنة الشركات الغربية على البترول من جديد، قاد آل أحمد ومجموعة من المستنيرين لمغادرة مواقعهم السياسية، والانخراط في مشاغل أدبية وثقافية وفكرية، تنأىٰ عن متاعب السياسة وشجونها.
ومن المؤكد أن تلك التجارب الحياتية، والتقلبات السياسية المتنوعة، تظل ترفد حياة آل أحمد باستمرار، وتساهم في توجيه حياته وتحديد اختياراته الثقافية والعلمية، ويتواصل تأثيرها علىٰ مواقفه الفكرية في السنوات التالية.
ويمكن العثور علىٰ عناصر أخرىٰ، بجوار تلك التجارب، كانت تمثل مناهل أساسية في تكوين وعي جلال، وبناء تفكيره، والتحكم باتجاهاته فيما بعد.
ومن أهم هذه المناهل الكتّاب والأدباء والمثقفون والمفكرون الأوائل، الذين تعرف عليهم، من خلال كتاباتهم، أو ربطته بهم علاقات شخصية، وفي طليعة ذلك، قراءاته لآراء أحمد كسروي، الذي اشتهر بنزوعه القومي، ومؤلفاته المناهضة للتراث، ونقده العنيف للفكر الديني، وعلاقة آل أحمد بالقاص الشهير صادق هدايت، ورائد الشعر الفارسي الحديث نيما يوشيج، والناشط السياسي خليل ملكي.
فقد كانت آراء كسروي باعثاً لتمرده علىٰ بيئته، وطلاقه مع عوالمها، بينما