141الحموي - المتوفي سنة 616ه في كتابه (معجم البلدان) بعد كلّ تلك الأهمّية لهذا الموضوع - بعبارة قصيرة: «وهي الآن خراب» 1. . . ، وكان هذا الخراب متزامناً مع خراب مسجد غدير خم، وقد قبل الباحثون الجغرافيّون في جامعة الملك عبد العزيز في جدّة أنّه «لقد دُثر المسجد الشماليّ مع اندثار الجحفة» 2المسجد الشمالي؟ !
وقد ذكروا أنّ هجرة قبائل من بني سليم: «اضطراب ظروف المنطقة في العصر العبّاسي الثاني. . . إلى بلاد المغرب العربي» كانت من عوامل هذا الانهدام 3.
وبالنتيجة، إذا رأينا أنّ الانهدام كان بسبب بعثرة العبّاسيّين الناسَ من حول الغدير، لم نظهر فهماً صحيحاً للمصادر التأريخية، وهل إنّ طرح العوامل الجغرافية - مثل تغيير مسير (وادي مر وعُنيب) يمكن أن يكون له نفس الأهمّية التي تكمن في تغيير مسير قوافل الحجّ من الجحفة إلى رابغ؟ أو هجرة القبائل في المنازعات الدينيّة للفاطميّين والعبّاسيّين؟ ! 4وعندما بحثت في أنّه كيف يستطيع الحجّاج المغاربة والمصريّون الإحرام في الطريق البحري دون أن يتوقّفوا في ميقات الجحفة؟ وقفةً من شأنها أن توجب ازدهار وإعمار الخرائب على أيّ حال، علمتُ أنّهم كانوا يتوقّفون في ساحل البحر الأحمر الشرقيّ عندما كانت السفينة تصل رابغ، دون أن يذهبوا إلى الجحفة حيث كانوا يعيّنون معياراً لحدّ الحرام، حتّى أنّهم كانوا في بعض الأحيان يقومون بمراسم الإحرام، عندما كانت السفينة تمرّ أمام رابغ، وقد أشار إبراهيم رفعت إلى ذلك