140فإن كنّا لا نرى أنّ (مسجد الأئمّة) هو الميقات و (مسجد عزور) هو غدير خم، فإذاً أين يقع (مسجد الأئمّة) و (مسجد عزور) ؟ ! ، بالتأكيد إنّ اسم عزور في زمن الحربيّ هو نفس (مسجد غدير خم) في المصادر التأريخية الجغرافيّة للقرن 3 - أوّل القرن 6 ه الذي انهدم في نفس ذلك القرن، ووصل خبر خرابه للسمهودي، ولا توجد له إلى اليوم علامة ولا اسم جوار خرائب الجحفة، وانّ أهمّ المصادر التي وجدتها في هذا الخصوص هو رأي (نصر) الذي يقول: «عَزوَر ثنية الجحفة؛ عليها الطريق بين مكّة والمدينة» 1.
سألت نفسي بوصفي أحد دارسي فيافي الحجاز: لماذا خربت الجحفة العامرة؟ ولم يبق اليوم منها سوى صحراء يابسة؟ ! ولماذا لا يوجد أثر لذلك العمران؟ ! الجحفة التي صرّح كبار الدارسين بعمرانها، منهم ابن رستة صاحب الأثر الجغرافي (الأعلاق النفيسة) في القرن 3 ه حيث كتب يقول: «وهي قرية كبيرة، وفيها سوق، ومياه شربها من بئر. . .» 2.
ووصفها المقدسيّ الجغرافيّ الآخر: إنّها «مدينة عامرة» 3.
وذكرها الاصطخري في النصف الأوّل من القرن 4ه بعنوان «منزل عامر» .
وكتب ابن خلدون في (تاريخ العبر) : «عامرة في عهد المأمون» 4.
وذكرها الحميري في الروض المعطار، بعنوان: «قرية جامعة لها منبر» ، وأتى على ذكرها البكري في القرن 5 ه بنفس المضمون أيضاً و. . .
ولكن كيف صارت الجحفة بهذه الصورة؛ حيث عبّر عنها ياقوت