139يتطابق اسم عَزوَر مع اسم (حرّة عزور) [ اليوم باسم العزورية ] الذي يقع بالضبط في شمال بناء الجحفة التأريخي، حيث كانت المنطقة العامرة، التي بقيت آثار سورها بعد التخريب بالضبط أمامي. بناءً على ذلك، لا وجود بعد هذا لعمارة المسجد الذي كان مشهوراً في زمن الحربيّ بعزور.
ولكن كان هناك مسجد باسم الأئمّة، وهو نفس المسجد الجنوبيّ حسب رأي أساتذة الجغرافيا في جامعة الملك عبد العزيز بجدّة، وقد كتبوا بصورة صريحة في رسالة (إمارة رابغ) : «مسجد الأئمّة هو في موضع الميقات» 1.
ونظراً لتصريح جميع الدارسين المتقدّمين ببناء مسجدين في الجحفة باسم النبيّ صلى الله عليه و آله، أحدهما ميقات الإحرام، والآخر غدير ذكرى لخطبة الغدير، فلاشكّ أنّ (مسجد عزور) الذي يرى الحربيّ أنّه (مسجد للنبي) لايمكن أن يكون غير (مسجد غدير خم) .
لم ير السمهودي بناء هذا المسجد في أواخر القرن 9ه بنفسه، ولكنّه قال:
أطلعه شخص: «أنّه رأى هذا المسجد على نحو هذه المسافة من الجحفة، قد هدم السيلُ بعضَه» 2، ويتّضح هذا الرأي بدليل تاريخيّ آخر.
لاحظوا، يتعرّض السمهودي في ذيل الفصل الثالث إلى جميع المساجد الموجودة في هذا الطريق البالغ 400كم، ويقول: فيما ينسب إليه صلّى اللّٰه عليه [ وآله ] وسلّم من المساجد التي بين مكّة والمدينة. ولكن عندما يصل منطقة الجحفة، يذكر مسجد الجحفة فقط، ويصف موقعها بصورة عابرة، ويذكر بعده (مسجد الغدير) ، ثمّ مسجد قديد الذي هو نفس (خيمة أُمّ معبد) 3.