74
من أخلاق الحجّ
السيد عادل العلوي
أهمية الإخلاص:
قال اللّٰه تعالى في كتابه الكريم وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ 1.
لقد خلق اللّٰه الإنسان في أحسن تقويم، وتمدّح بخلقه في قوله تعالى: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ 2وركّبه من سرّ وعلن وروح وبدن. بدنه من تراب وروحه من أمر ربّه وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِى 3فأودعه أسرار خلقه، جرمه صغير ولكن انطوى فيه العالم الأكبر، فدنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى، فعلّمه الأسماء الحُسنى وفهّمه البيان الأتمّ، وأناله بخضوعه وعبوديته له سبحانه المقام الشامخ، فإنّ العبوديّة جوهرة كنهها الربوبيّة، وأنطقه بأقواله سبحانه، ومن أصدق من اللّٰه قيلاً، وأصبغه بصبغته، ومن أحسن من اللّٰه صبغة، وهداه النجدين: نجد الخير ونجد الشر، وجعله مختاراً في سلوك الطريقين، إمّا شاكراً وإمّا كفوراً.