183ابن عثمان، الذي كان يسكن منطقة العَرْج قرب الطائف، وغيرهما من الشُعراء الذين صوّروا الحج ومشاهده في شعرهم.
وكان طبيعياً أن يتأثّر شُعراء الحجاز بعمر بن أبي ربيعة والعرجي وغيرهما بالبيئة القرشية الجديدة، والتغير الذي أصاب الحياة في الحجاز نتيجة للفتوحات الإسلامية، وإنسياب الأموال على الحجاز، والتغير الاجتماعي الذي أصاب مجتمع الحجاز نتيجة لذلك.
وقام أصحاب هذا الشعر الغزلي يصفون الحج، ويلهجون بأسماء مشاهد الحج وبعض النساء الحسناوات من الحواج، كما ذكروا أوصاف مواسم الحج والإبل والهوادج، ومشاهد الحج في عرفة ومنى والصفا والمروة والمطاف ورمي الجمرات، والإفاضة إلى آخر ما في الحج من مواقف ومشاهد 1.
ويحتوي ديوان الشاعر عمر بن أبي ربيعة على العديد من الأبيات الشعريّة التي تصف الحج، كما توجد أشعاره التي تصف الحج في العديد من كُتب الأدب.
ويتناول عمر بن أبي ربيعة في قصيدة له الحج ومشاهده، ويمتزج في هذه القصيدة الحنين إلى مكّة، ومعالم الحج، بالذكريات التي اقترنت بمواقفه الغزلية، بعد أن قضى ردحاً من الزمن باليمن، وفي هذه القصيدة يقول عمر بن أبي ربيعة:
هيهات من أُمةِ الوهاب منزلنا
ويستمر عمر بن أبي ربيعة في قصيدته ذاكراً مشاهد الحج في غزله بمحبوبته فيقول: