182
نحج إذا حجّوا ونغزوا إذا غزوا
فأنّى لهم وفر ولسنا بذي وفر 1
ويقول الشاعر الُمخضرم أُميّة بن حرثان الليثي، وكان شيخاً كبيراً، وكان ولداه هاجرا إلى البصرة زمن الخليفة عمر بن الخطّاب، فقال يشتكي عمر ويطلبه أن يعيد له ابنه كلابا، ذاكراً الحج في شِعره ويقول:
سأستعدي على الفاروق ربا
فلمّا سمع الخليفة هذين البيتين، أرسل إلى أمير البصرة أن يرد كلابا إلى شيخيه ففعل.
الحج في الشعر الإسلامي في العصر الاُموي:
تطوّر الشعر وفنونه في العصر الاُموي ( 41 - 132 ه) وازدهرت الحياة الأدبية في الحجاز خاصّة والجزيرة العربية عامّة. وصوّر الشعراء الحجّ ومناسكه ومشاعره في قصائدهم، وخاصّة في الشعر الغزلي بالنساء خلال أداء مناسك الحج، كالطواف ورمي الجمار وأيام مُنى.
وتحتوي كُتب الأدب ودواوين الشعر على الكثير من هذا الشعر، الذي يصوّر الحج وما يحدث فيه من مشاهد.
وقد نشأ في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة في العصر الاُموي الشعر الغزلي وتناول في جوانبه مشاهد الحج، وكان الشاعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي صاحب هذه المدرسة الشعرية الجديدة، تبعه في ذلك تلميذه العرجي وهو عبداللّٰه بن عمرو