177منى، فيقول:
ديار التي كانت ونحن على منى
وبالإضافة إلى الشعر الجاهلي، وما يحتويه من مشاهد عن الحج والبيت الحرام وحرمته، والمشاعر في الحج كمنى وعرفات والمزدلفة، احتوى أيضاً النثر الجاهلي في الخطب والأمثال على العديد من معاني الحج ومشاهده.
الحج في النثر الجاهلي:
كان للحج تأثير في الأدب النثري عند العرب قبل الإسلام، وتمثّل ذلك في الخطابة والأمثال. وكانت مكّة والمشاعر المقدسة تنعكس في النثر الأدبي.
وتُعبّر بعض الخطب في العصر الجاهلي عن دين العرب والأشهر الحرم والبيت المحجوج، فعندما قدم النعمان بن المُنذر على كسرى خطب خطبة عدّد فيها مناقب العرب، وذكر دينهم وشريعتهم ومما قاله: «وأمّا دينها وشريعتها، فإنّهم متمسكون به، حتى يبلغ أحدهم نسكه بدينه، أنّ لهم أشهراً حرماً، وبلدة مُحرماً، وبيتاً محجوجاً، ينسكون فيه مناسكهم، ويذبحون فيه ذبائحهم، فيلقى الرجل قاتل أبيه أو أخيه، وهو قادر على أخذ ثأره، وإدراك رَغمه منه، فيحجزه كرمه، ويمنعه دينه عن تناوله بأذى» 2.
وافتخر خطباء بني هاشم في مكّة بحرمة البيت وزوّاره. فكان هاشم بن