178عبد مناف يقوم أوّل نهار اليوم الأوّل من ذي الحجّة، فيسند ظهره إلى الكعبة ويخطب في قريش قائلاً: «يا معشر قريش، أنتم سادة العرب، أحسنها وجوهاً، وأعظمها أحلاماً. . . يا معشر قريش، أنتم جيران بيت اللّٰه. . . واسألكم بحرمة هذا البيت ألا يُخرج رجل منكم من ماله، لكرامة زوّار بيت اللّٰه ومعونتهم إلّا طيباً، . . .» 1.
وعندما تولّى عبد المطلب بن هاشم السقاية والرفادة بعد عمّه المطلب، وأصبح له الشرف في قومه وعظم شأنه. قام بحفر زمزم، وهي بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، التي أسقاه اللّٰه منها. وتشير بعض الروايات في سبب حفرها أنّ عبد المطلب قال: «بينما أنا نائم بالحجر إذ أتاني آتٍ. . . فقال: احفر زمزم، إنّك إن حَفرتها لا تندم، فقلت وما زمزم؟ قال: «تراث أبيك الأعظم، لا تنزف أبداً ولا تندم، تَسقي الحجيج الأعظم. . .» 2.
وحين خطب أبو طالب في زواج الرسول صلى الله عليه و آله بالسيدة خديجة رضي اللّٰه عنها قال: «الحمد للّٰهالذي جعلنا من زرع إبراهيم، وذرية إسماعيل، وجعل لنا بلداً حراماً، وبيتاً محجوجاً. . .» 3.
وبالإضافة إلى الخطب عند العرب قبل الإسلام، تحتوي كتب اللغة كلسان العرب لابن منظور وكتب الأمثال كمجمع الأمثال للميداني، على أمثال تتعلّق بالحج، حيث ذُكر الحج في أمثال العرب القديمة، فقيل: «أقبل الحاجُ والداجُ» ، والحاج هم الذين يحجّون، والداج هم الذين يأتون معهم من الأجراء والمكارين والأعوان ونحوهم، وقيل هم الذين يدبّون في أثر الحاج من التجّار وغيرهم ولم