51والجمع حيطان» .
واللافت أنّ المعنى الأصلي ل «حوط» حياطة الشيء وحفظه، ويقال للجدران التي حول الشيء حائط؛ لأنّه يحوطه ويحفظه.
وعلىٰ هذا لا معنى لأن يسمّى عمود شبيه بعمود الجمرات الحالي حائطاً.
وإذا كان ثمّة حائط فهو جدار شبيه الجدار الحالي لنقرة الجمرات، الذي بُني حول قطعة من الأرض مخصوصة، وليس له من ارتباط بالعمود (فلاحِظْ) .
2 - إنّ النسبة بالصفا والمروة يعطي هنا معنىً خاصّاً، وذلك أنّ الصفا والمروة جبلان أحدهما أعلى قليلاً من الآخر، وليس حولهما حيطان. ولو كان ثمّة حائط، فما وجه ارتباطه بمسألة الوضوء حتّى قال: إنّهما (الصفا والمروة والجمرات) حيطان فلا حاجة إلى طهور؟
تصوّرنا أنّ المراد من الحديث ا لآنف الذكر أنّ الصفا والمروة ساحة عاديّة مثل الجمرات، ليس لها حكم الكعبة والمسجد الحرام حيث يجب الوضوء للطواف، ويستحبّ لدخول المسجد.
وبناءً على هذا لا دلالة في الحديث المذكور على وجود عمود في الجمرات، إذا لم يدلّ على خلاف ذلك. إضافةً إلى هذا، فإنّ هذا الحديث - كما قلنا سابقاً - حديث ضعيف لا يُثبت شيئاً.
* * *
نتيجة البحث الروائي
على الرغم من أنّ كلّ الروايات، التي ذكرناها فيما سبق، لم يرد فيها كلام عن ماهيّة «الجمرة» ، لكن يمكن حصول الاطمئنان - من خلال تعابيرها - إلى أنّه لم يكن في هذه القطعة من الأرض المحدّدة في منىٰ خلال عصر النبيّ صلى الله عليه و آله وأئمّة أهل البيت عليهم السلام، غير موضع اجتماع الحصىٰ، واستمرّ الوضع أيضاً علىٰ هذه الحال في زمان الفقهاء القدامىٰ من الفريقين.