52وبعبارة أخرى: لم يكن في منى عمود بعنوان الجمرة تُرمىٰ بالحجر، بل إنّ الحجيج كانوا يرمون هذا الموضع المبنيّ الآن حول الجمرات بشكل حوض صغير بالحجر.
ملاحظة
يستفاد من التواريخ المعروفة، مثل تاريخ «مروج الذهب للمسعودي» و «الكامل لابن الأثير» أنّهم كانوا في الجاهلية يرجمون قبر بعض الأفراد المنبوذين الخونة.
يقول المسعودي في مروج الذهب: عندما سار أبرهة بأصحاب الفيل إلى مكّة لإخراب الكعبة. . . فعَدَل إلى الطائف، فبعثت معه ثَقيف بأبي رُغال؛ ليدلّه على الطريق السهل إلى مكّة، فهلك أبو رغال في الطريق بموضع يقال له المُغَمَّس بين الطائف ومكّة، فَرُجم قبره بعد ذلك، والعرب تتمثّل بذلك. وفي ذلك يقول جرير ابن الخطفي في الفرزدق:
إذا ماتَ الفرزدقَ فارجُموهُ
كما تَرمُونَ قبرَ أبي رُغالِ
ويقول هذا المؤرّخ في رواية اُخرى: وقيل: إنّ أبا رُغال وَجَّهه صالح النبيّ على صدقات الأموال، فخالَفَ أمرَه وأساء ا لسيرة، فوثب عليه ثقيف - وهو قَسِّي بن منبه - فقتله قتلةً شنيعة. . . وفي ذلك يقول مسكين الدارمي:
وارجمُ قبرَهُ في كلِّ عامٍ
كرجمِ الناسِ قبرَ أبي رُغالِ 1
ومن المحتمل أنّهما اثنان، كان أحدهما في زمن أبرهة والآخر في زمن النبيّ صالح عليه السلام.