۵٠أحداً لايقف على العمود.
٧ - في سنن البيهقي عن عبداللّٰه بن يزيد أنّه قال: كنت مع عبداللّٰه بن مسعود، فأتىٰ جمرة العقبة فاستبطَنَ الوادي فرماها من بطن الوادي، فقلت له:
«الناس يرمونها منفوقها» ، فقال: هذا - والذيلاإلهغيره - مقام الذي أُنزلت عليه سورة البقرة ١. يعنيأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله رماها من أسفلها، وما وقف في أعلى الجمرة.
وثمّة حديث ربّما يُظنّ أنّه يشير إلى وجود عمود للجمرات:
«عن أبي غَسّان حُمَيد بن مسعود، قال: سألتُ أبا عبداللّٰه عليه السلام عن رَمْي الجِمار على غير طهور، قال: الجِمار عندنا مِثل الصَّفا والمَروَةِ: حِيطان إن طُفْتَ بينهما على غير طهورٍ لم يَضُرَّكَ، والطُّهر أحبُّ إليّ، فلا تَدَعْهُ وأنتَ قادرٌ عليه» ٢.
فقد استفاد بعض الفقهاء المتأخّرين من أنّ الحيطان (جمع حائط بمعنى الجدار) تشير إلى وجود جدار هناك، وهذا الجدار من المحتمل أنّه أعمدة الجمرات.
ولكنّ هذا الاستدلال قابل للمناقشة من عدّة جهات، لأنّه:
أوّلاً: سند الحديث ضعيف، فإنّ حُميد بن مسعود من المجاهيل، وبناءً على هذا، فإنّ هذا الحديث - وهو خبر واحد ضعيف - لا يمكن أن يُثبت شيئاً، فيما كانت الروايات السابقة متظافرة، إضافةً إلى أنّ بينها حديثاً صحيحاً ومعتبراً أيضاً.
ثانياً: إذا لم يكن هذا الحديث - من حيث الدلالة أيضاً - لا يدلّ على خلاف مطلوبهم، فإنّه ليس على وفق مطلوبهم؛ لسببين:
١ - إنّ «حيطان» جمع «حائط» بمعنى جدار، يحوط شيئاً ما. وهذه الكلمة مشتقّة من مادّة «حوط» و «إحاطة» ، ومن يقال للبستان المحاط بجدار: حائط.
يقول ابن منظور في «لسان العرب» : «والحائط: الجدار، لأنّه يحوط ما فيه،