195يومئذٍ، ذكراً منهم للنبيّ صلى الله عليه و آله 1.
بلال عند علماء الرجال والحديث
كانت لبلال منزلة كبيرة ومرموقة عند علماء الرجال والحديث، ولم أجد - فيما تيسّر لي - قادحاً ذامّاً له أبداً، نذكر شيئاً ممّا قاله بعضهم فيه:
فقد قال عنه الشيخ الطوسي في رجاله:
شهد بدراً، وتوفي بدمشق، في الطاعون سنة (18) ، كنيته أبو عبداللّٰه، وقيل:
أبو عمرو، ويقال: أبو عبد الكريم وهو بلال بن رباح، مدفون بباب الصغير بدمشق، من أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم.
وقال عنه الكشي: كان بلال عبداً صالحاً.
وروى الصدوق في باب الأذان والإقامة من الفقيه:
. . . عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام أنّه قال: إنّ بلالاً كان عبداً صالحاً، فقال: لا أؤذّن لأحد بعد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم فترك يومئذٍ (حي على خير العمل) .
وروى أيضاً: أنّه لمّا قبض النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، امتنع بلال من الأذان، وقال: لا أؤذّن لأحد بعد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، وأنّ فاطمة عليها السلام قالت ذات يوم: إنّي أشتهي أن أسمع صوت مؤذِّن أبي صلى الله عليه و آله و سلم، فبلغ ذلك بلالاً، فأخذ في الأذان، فلمّا قال: اللّٰه أكبر، اللّٰه أكبر، ذكرت أباها عليه السلام وأيّامه فلم تتمالك من البكاء، فلمّا بلغ إلى قوله: أشهد أنّ محمّداً رسول اللّٰه، شهقت فاطمة عليها السلام شهقةً، وسقطت لوجهها وغشي عليها.
فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال، فقد فارقت ابنة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم الدُّنيا، وظنّوا أنّها قد ماتت، فقطع أذانه ولم يتمّه.
فأفاقت فاطمة عليها السلام وسألته أن يتمّ الأذان، فلم يفعل، وقال لها: ياسيّدة النسوان، إنّي أخشىٰ عليك ممّا تنزيلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان، فأعفته