188من صفاته الجميلة: الصدق والتواضع
لم تزده سابقته في الإسلام وجهاده وعطاؤه واحترام رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله له وحبّه إيّاه واحترام المسلمين له، إلّاتواضعاً وحياءً وصدقاً، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجّه إليه، وتغدق عليه، إلّاويحني رأسه ويغضّ طرفه ويقول ودموعه على وجنتيه تسيل: إنّما أنا حبشيّ. . كنت بالأمس عبداً. . ! .
وتقول الرواية:
خطب بلال رضي اللّٰه عنه، وأخوه إلى أهل بيت من اليمن.
فقال: أنا بلال، وهذا أخي، عبدان من الحبشة، كُنّا ضالّين، فهدانا اللّٰه، وكنّا عبدين فأعتقنا اللّٰه، إن تنكحونا فالحمد للّٰه، وإن تمنعونا فاللّٰه أكبر 1.
وفي رواية أنّ أخاه كان يزعم أنّه من العرب، فخطب امرأة من العرب، فقالوا:
إن حضر بلال بن رباح، وهذا أخي وهو امرؤ سوء في الخلق والدين، فإن شئتم أن تزوّجوه فزوّجوه، وإن شئتم أن تدعوا فدعوا، فقالوا: من تكون أخاه نزوّجه فزوّجوه.
مواقف تغيضهم
طالما كان بلال يبحث عن أي موقف أو كلمة يغيض بهما الكفّار والظالمين، بل غيضهم وغضبهم عليه، يعدّ في قاموسه عزّاً له وسعادةً يكتسبها في الدُّنيا والآخرة، انطلاقاً من قوله تعالى: وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّٰهَ لَايُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 2.
فقد كان بلال من السبعة الأوائل، الذين أعلنوا إسلامهم، فكان موالي بلال