189يأخذونه فيضجعونه في الشمس، ثمّ يأخذون الحجر فيصّفونه على بطنه ويعصرونه، ويقولون: دينُك اللّات والعزّى.
فيقول: ربّي اللّٰه، ويقول: أحدٌ أحد، فقال: وايْمُ اللّٰه، لو أعلم كلمةً هي أغيظُ لكم منها لقلتُها.
دخل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله الكعبة عام الفتح ومعه بلال، فأمره أن يؤذِّن.
وأبو سفيان وعتّاب بن أُسيد والحارث بن هشام، جلوس بفناء الكعبة.
فقال عتّاب بن أُسيد: لقد أكرم اللّٰه أسيداً ألّا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه.
فقال الحارث بن هشام: أما واللّٰه لو أعلم أنّه مُحقّ لاتّبعته.
فقال أبو سفيان: لا أقول شيئاً، لو تكلّمت لأخبرت عنّي هذه الحصى.
فخرج عليهم النبيّ صلى الله عليه و آله، فقال: قد علمتُ الذي قلتم، ثمّ ذكر لهم.
فقال الحارث وعتّاب: نشهد أنّك رسول اللّٰه، واللّٰه ما اطّلع على هذا أحد كان معنا، فنقول أخبرك.
وفي خبر آخر - ما كان أعظمه وأشدّه على قلب بلال - لما كان يوم الفتح، رقِيَ بلال فأذّن على ظهر الكعبة، فقال بعض الناس: . . . لهذا العبد الأسود أن يؤذِّن على ظهر الكعبة.
فقال بعضهم: إن يسخط اللّٰه بغيره، وقال آخر يخاطب أبا جهل في قبره: . . .
ولا تنظر هذا الحمار ينهق.
حقّاً ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفّار. . . .
الجزاء العادل
لم ينسَ بلال أميّة أبداً. . . أمنية راودته بل عاشت في كيانه وأخذت عليه حياته، أن يمكِّنه اللّٰه منه، وقد كان لا ينساه، لأنّه معذّبه ومخرجه من مكّة، يقول الخبر: كان بلال إذا أقلعت عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول: