127فبنزولهذهالآية بدأتتأخذ هذه الفريضة وجوبها، وإناختلف المفسِّرون في السنة، التيفرض فيهاالحجّ؛ فقيل: سنة خمس، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة تسع.
وهذه الأقوال الثلاثة ذكرها القرطبي في أحكامه 1، إلّاأنّه لم ينسب هذه الأقوال إلى أصحابها، سوى أنّه نقل ما ذكره ابن هشام عن أبي عبيدة الواقدي أنّه كان ذلك في عام الخندق، بعد أن انصرفت الأحزاب خائبةً من حيث أتت. وكان انصراف الأحزاب آخر سنة خمس هجرية، وهناك رأي للشافعي كما في مقدّمات ابن رشد يقتضي أنّ الحجّ كان وجوبه في السنة التاسعة. . .
إلّا أنّ القول الراجح هو أنّ دليل وجوب الحجّ هذه الآية وَللّٰهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً .
وبما أنّ نزولها كان في السنة الثالثة للهجرة، فإنّ هذه السنة هي السنة التي فرض فيها الحجّ، إلّاأنّهم وأقصد المسلمين لم يتمكّنوا من أدائها حتّى سنة تسع أو سنة عشر 2؛ لأنّهم محصرون من قبل المشركين عن أدائها حتّى تمَّ لهم فتحُ مكّة. .
* * *
نأتي الآن إلى الآية الكريمة بمقاطعها الثلاثة:
المقطع الأوّل: وَللّٰهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ .
المقطع الثاني: مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً .
المقطع الثالث: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ .
ولنبدأ بالمقطع الأوّل، فهل يدلّ على وجوب الحجّ؟
بعبارة أُخرى: لو تركنا نحن والآية بعيداً عن الروايات، فهل نستفيد من