126فيما فرّق سيبويه بين القراءتين، فجعل المكسور مصدراً أو اسماً للعمل، وأمّا المفتوح فمصدر فقط 1.
وقت نزولها
اختلف في وقت نزول هذه الآية وَللّٰهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ. . . ، فذهب بعضهم إلى أنّها نزلت في السنة الثالثة من الهجرة الشريفة، أي بعد معركة أُحد.
فيما ذهب آخرون إلى القول: إنّها نزلت في السنة التاسعة، عام الوفود، وهي السنة التي فرض فيها الحجّ.
والذي يبدو من تتبّع تأريخ الحجّ، أنّه مرّ بمرحلتين، وأنّ هذه الآية كانت تشكّل الفاصل بين المرحلتين المذكورتين:
فمرحلة قبل نزول هذه الآية.
والثانية بعد نزول هذه الآية.
فالمرحلة الأولى: كان الحجّ يؤدّى من قَبل هذه الآية، استصحاباً للحنيفيّة، وإن كان لا يخلو من التقرّب إلى اللّٰه تعالى، فقد كان حجّ النبيّ صلى الله عليه و آله والمسلمين يتمّ وفقاً لهذا حتّى ذكر أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله حجّ مرّتين وهو بمكّة مع الناس، قبل الهجرة المباركة.
وأمّا المرحلة الثانية؛ فهي مرحلة وجوب الحجّ في الشريعة الإسلامية، وأنّه صار فرضاً من الفروض العبادية، وفرعاً من فروع الدين الجديد. حيث لا دليل يذكر على أنّ الحجّ كان وقوعه واجباً، إلّابعد نزول هذه الآية.
وقد تمالأ علماء الإسلام - كما يقول صاحب تفسير التحرير والتنوير - على الاستدلال بها على وجوب الحجّ، فلا يعدّ ما وقع من الحجّ قبل نزولها، وبعد البعثة، إلّاتحنثاً وتقرّباً 2.