125وفيه ضربان من التأكيد:
أحدهما: أنّ الإبدال تثنيةُ المراد وتكرير له.
والثاني: أنّ التفصيل بعد الإجمال، والإيضاح بعد الإبهام، إيراد له في صورتين مختلفتين 1.
ومنها: الألف واللّام في الْبَيْتِ جاءتا للعهد، لتقدّم ذكر البيت في الآية السابقة: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ. . 2.
ومنها: أنّ (البيت) هنا عَلمٌ بالغَلَبة، كالثريا: نجم. فإذا قيل: «زار البيت» ، فلا يتبادر الذهنُ إلّاإلى الكعبة شرّفها اللّٰه تعالى 3.
القراءة
قرأ أبو عمرو النّاسِ بالإمالة.
حِجّ: كما في المصحف، بكسر الحاء، قرأها كلّ من حمزة والكسائي وحفص.
فيما قرأ كلّ من نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم بفتح الحاء.
ويقول الطبرسي: وقرأ أهل الكوفة غير أبي بكر وأبي جعفر حِجّ البيت بكسر الحاء والباقون بفتحها.
وهناك من يقول: إنّ الفتح قراءة الجمهور في جميع القرآن باستثناء كلّ من حمزة والكسائي وحفص عن عاصم، فقرؤوا بالكسر.
فيما قرأ كلّ من الحسن وابن أبي إسحاق بالكسر في جميع القرآن، أمّا نصّ المصحف ففي جميعه بالفتح إلّاهذه الآية بالكسر.
وهما لغتان بمعنى، الكسر لغة نجد، والفتح لغة أهل العالية، وقيل: هما لغتان لأهل الحجاز وبني أسد، فيما الفتح لغة أهل نجد لا الكسر.