118من العالم، ولا يمكنك واللّٰه ولا يسعك إلّاأن تقول إنّما يُراد دعاءٌ خاصّ، واستغاثة خاصّة ونحو ذلك، فيرتفع المحذور.
وأمّا مَنْ قصد حقيقة العبادة مع غير اللّٰه، ليتقرّب إلى اللّٰه زلفى، أو لغير ذلك، فهو خارج عن ربقة الإسلام.
وما ذكرتم من أنّا نفرِّق بين الصالحين وغيرهم، فمعاذ اللّٰه أن نفرّق بين مَنْ يعبد موسى أو محمّداً صلى الله عليه و آله، أو يناديهم ويدعوهم، أو يستغيث بهم أحياءً وأمواتاً، ويلجأ إليهم على أنَّ لهم الأمر أو ليقرّبوه زلفى، وبين مَنْ يعبد فرعون، وهامان، وإبليس.
أين النفوس المقرونة بالأبدان التي تتغيّر من أدنى حوادث الزمان، ولا زالت مورداً للأمراض، ومحلّاً للأغراض، لا تدفع شيئاً من حوادث الدهر، وليس لها في كلّ الأمور من أمر من رتبة المعبود. ومن لا يصلح لغيره الركوع والسجود، إنّما هم عبيد زادت علينا عبوديتهم، وخدّام سبقت خدمتنا خدمتهم.
فإن اُمرنا بتقبيل بنائهم، أو تعظيم أبنائهم، أو التماس دعائهم، فعلنا امتثالاً لأمر ربّنا، كما صنعنا ذلك في أحجار الكعبة وأركانها. وإن نهانا تركنا، إذ لا خوف إلّا من اللّٰه، ولا رجاء إلّاله.
وأمّا قولك: إنّه قد ورد في الحديث عن الصادق الصدوق، قال: «عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين من بعدي، عضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة» 1.
وفي الحديث الثاني، قال: افترقت اليهود والنصارى عن اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الاُمّة عن ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلّاواحدة.
وسُئِلَ عن الواحدة، فقال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي 2(انتهى) .