117اجتمع فيه شرطان:
الأوّل: ألّا يعبد إلّااللّٰه وحده.
الثاني: ألّا يعبد إلّابما شرع على لسان رسوله، كما قال اللّٰه تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً 1.
أقول: إن كان المدار على الصور دون الحقائق، فسجود الملائكة لآدم، وسجود يعقوب ليوسف، قاضٍ بأنّهما عبدا غير اللّٰه.
وإن قلت: بأنّ تعلّق إرادة الشرع دفعت المنع. فقد أوردنا من الأخبار وكلام الصحابة ما يفيد عدم المنع، من أمثال الصور التي ذكرت.
ثمّ باللّٰه عليك أنصفْ، ما الفرق بين قول الصديق لصاحبه في السجن:
اذْكُرْنِى عِنْدَ رَبِّكَ 2وبين قولنا لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: «اذكرني عند ربّك» ؟
ثمّ كيف باستغاثة ولي موسى 3، ولم يحكم عليه بالكفر؟ ! ثمّ كيف باستطعام موسى والخضر أهل القرية 4؟ ثمّ كيف يقول أصحاب موسىٰ: لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ 5؟ ثمّ ما معنى قول الأسباط ليعقوب: اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا فقال: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى 6؟ !
وعلى كلّ حال، إن اُريدت الحقائق في الاستغاثات والدعوات وغيرها، ففي ذلك خروج عن طريقة الإسلام، وإلّا فلا بأس، وإلّا للزم ألّا يخرج من الكفر أحدٌ