116وغيرهما لا تكون لغير اللّٰه، فإن كان التصدّق عن الأولياء والذبح لهم والنذر لهم عبادة، فنحن عبيد آبائنا واُمّهاتنا وأمواتنا الذين نتصدّق عنهم، أو ننذر لهم، ونذبح لهم.
وإن كان طلب الدُّعاء منهم وندبتهم على الدُّعاء والشفاعة كفراً، فعلى الإسلام السلام، فإنّه ليس في الوجود أحدٌ لا يلتمس الدُّعاء من إخوانه، أو يستغيث بهم في طلب نجاته، وإنّ دعاء المؤمن للمؤمن أسرع للإجابة؛ لأنّه دعاء بلسان لم يعص به.
فيا أخي، المقاصد متفاوتة، وإنّما الأعمال بالنيّات ولكلّ امرئٍ ما نوى 1، فرُبّ كلمة ظاهرها الإسلام، تصير بالنيّة كلمة كفر، وبالعكس.
وأمّا قولك: فإنّ الذي يُفعلُ عندنا في مشهد عليّ رضى الله عنه من دعوة، واستغاثة، ورجاء، وخوف، وخشية. إنّه ليس بعبادة، فإنّهم ما قصدوا بدعوتهم (عليّاً) وغيره إلّاليشفع لهم عند اللّٰه.
فإن قلت: أولئك يدعون الأصنام، ونحن لا ندعو إلّاالصالحين.
قلنا: وكذلك المشركون منهم يدعون الصالحين ويعبدونهم مع اللّٰه، كعيسى ومريم والملائكة.
فإن قلتم: إنّ الدعوة لا تُسمّى عبادة.
قلنا: بل هي عبادة وأيّ عبادة، ففي الحديث عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: الدُّعاء هو العبادة. ويلي قوله تعالى: ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ 2.
وأصل دين الإسلام هو إخلاص العبادة بجميع أنواعها من الذبح والدعوة، والنذر، والتوكّل، والخشية، والرغبة، والإنابة، ولا يقبل اللّٰه من الأعمال إلّاما