108الأمر، كان مثاباً.
ومن طاف بين (المروتين) ، عملاً بالكتاب وسنّة سيّد الثقلين، لم يكن عليه مؤاخذة في البين.
وطوائف المسلمين بأجمعهم لا يتبرّك منهم أحدٌ بقبر أو غيره، إلّابزعم أنّه مأمورٌ من اللّٰه، ومَنْ تبرّك قاصداً للعبادة، فهو خارجٌ عن ربقة المسلمين.
ومن البين المعلوم أنّه لو أمر (المولى) عبده بالتبرّك بثياب عبده المقرّب، أو مكانه، أو قبره، فامتثل، كان مطيعاً لمولاه، لا للعبد الذي قرّبه وأدناه.
فأقسمتُ عليك بمَنْ جمعَ بيننا في كلمة الإسلام، وألَّفَ بين قلوبنا في هذه الأيّام، أنْ تنفرد عن الأصحاب إذا ورد عليك (الكتاب) ، وترى نفسك كأنّك الآن خلقت من تراب، وتبذل الجهد في تمييز الخطأ من الصواب، فإنّه - واللّٰه 1- لاحاجة بنا إلّاإليه، ولا اعتماد لنا إلّاعليه.
وليس لنا مع الأنبياء والأولياء قرابة نسب، ولا لهم علينا ما نخاف منه الطلب، وإنّما عظّمناهم لأمر اللّٰه، وأخذنا بأقوالهم عملاً بقول رسول اللّٰه، وما أُبرّئُ نفسي إنَّ النفس لأمّارةٌ بالسوء إلّاما رحم ربّي.
وكشف الحال على وجه يدفع ما قيل أو يقال: إنّ التواضع والتبرّك والإكرام والاحترام لما هو مُعظَّم عند الملك العلّام من تعظيم اللّٰه، كما أنّ قرآنه وبيته، ومساجده لانتسابها إليه، احترامٌ له تبارك وتعالى. فمن عظَّمَ عيسى ومريم وعزير لعبوديّتهم، وقرب منزلتهم، فهو معظّم للّٰه.
كماأنّ منعظّم بيتالسلطان وعبيدهوغلمانه وأتباعه من حيث التبعيّة، يكون معظّماً للسلطان. وأمّامن (وجدها) قابلة للتعظيم، وأهلاً له من حيث ذاتها لا لأجل العبودية والتابعيّة، وإنْ كان غرضه التقريب زلفى، إنّما يكون معظّماً لها، لا للسلطان.