106بلال، أمَا لَكَ أن تزورني؟ فانتبه حزيناً خائفاً، فركب راحلته، وقصد المدينة، فأتى قبر النبيّ صلى الله عليه و آله فجعل يبكي عنده، ويمرِّغ وجهه عليه، إلى أنْ ذكر حضور الحسنين وبكاء أهل المدينة، وأذان بلال، قال: فما رُئي أكثر باكياً ولا باكية بعد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله من ذلك اليوم.
وذكر ابن حملة أنّ (بلالاً) وضع خدّيه على القبر، وأنّ ابن عمر كان يضع يده اليمنى عليه.
ونُقلَ عن مالك، والزعفراني تحريمه، وهو الظاهر من كلام أنس بن مالك، حيث قال: ما كنّا نعرفه.
وكيف كان، كيف يدّعى المسّ والتبرّك عبادة مع أنّه أبعد عن التعظيم؟ ! وقضية الذمّ على عبادة يعوق ويغوث ونسر، ليس من جهة التبرّك، كما نصَّ عليه المفسِّرون 1، حيث قالوا: تبرّكت الآباء فانتهى الأمر إلى عبادة الأبناء، فوقع الذمّ على الأبناء.
وتحقيق الحال: أنّ التقبيل على أنحاء:
منها: تقبيل المحبّة؛ لأنّ من أحبّ شخصاً أحبّ مكانه، وثيابه، وداره، ومزاره، فلا يكون تقبيل الأعتاب، والجدران، والأبواب إلّاكتقبيل بعض ثياب الأحباب، فهو من قبيل قوله:
أمرُّ على الديار ديارِ (ليلى)
وسُئل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله عن تقبيل اليد، فنهى عن ذلك، إلّافي تقبيل يد الزوجة للشهوة، ويد الولد للمحبّة.