105نقل عبداللّٰه بن أحمد بن حنبل في كتاب العلل والسؤالات، قال: سألتُ أبي عن الرجل يمسّ منبر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، يتبرّك بمسّه وتقبيله، ويفعل بالقبر ذلك رجاء ثواب اللّٰه تعالى، فقال: لا بأس به.
وعن إسماعيل أنّ ابن المنكدر 1يصيبه الصمَّات، فكان يقوم ويضع خدّهُ على قبر النبيّ صلى الله عليه و آله، فعُوتبَ في ذلك، فقال: يستشفى بقبر النبيّ صلى الله عليه و آله. والاستشفاء أعظم من التبرّك.
ونقل عن ابن أبي الضيف، والمحبّ الطبري، جواز تقبيل قبور الصالحين، وظاهره الندب.
وفي رواية عن ابن حنبل أنّي لا أعرف التمسّح بالقبر، أمّا المنبر فنعم، لما روي أنّ ابن عمر كان يفعله.
ونقل عن مالك التبرّك بالمنبر.
وروي عن يحيى بن سعيد شيخ مالك أنّه حينما أراد الخروج إلى العراق، جاء إلى المنبر، وتمسّح به.
وقال السبكي: مَنْعُ التمسّح بالقبر ليس ممّا قام الإجماع عليه. واستدلّ بما رواه يحيى بن الحسن، عن عمر بن خالد، عن أبي نباتة، عن كُثير بن يزيد، عن المطلب ابن عبداللّٰه، قال: أقبل مروان بن الحكم، فإذا رجلٌ ملتزم القبر، فأخذ مروان برقبته وقال: ما تصنع؟ ! فقال: إنّي لم آتِ الحجر ولا اللبن، إنّما جئتُ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.
وذكر رواية أحمد، قال: وكان الرجل أبا أيّوب الأنصاري.
ونقل هذه الرواية أحمد، وزاد فيها: أنّه قال: سمعت رسول اللّٰه يقول: لاتبكوا على الدِّين إذا ولّيه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا ولّيه غير أهله.
وعن أبي الدرداء أنّ بلالاً رأى النبيّ صلى الله عليه و آله في المنام، فقال له: ما هذه الجفوة يا