61العراق وما والاها لمّا ازدادت على مكّة طولاً وعرضاً، فلهم أنْ يتوجَّهوا إلى ما يقابل الشامي إلى ركن الحَجَر. قال: «وبالجملة إلى أيّ جزءٍ من هذا الجدار من الكعبة فبأدنى تياسر يتوجَّهون إلى ركن الحَجَر، وهو أولى بهم مِن أن يشرفوا على الخروج عن سمت الكعبة خصوصاً. وسيأتي أنّ الحرم في اليسار أكثر» 1. انتهى.
فإنّ فيه: إنّ جواز توجَّههم إلى أيّ جزءٍ كان من هذا الجدار غير نسبة الركن إليهم الدائرةمدار مقابلتهمإيّاه. وقدعرفت وقوعهمخلف الركنالشامي، ومقابلتهم إيّاه، فيلزم تسمية ذلك الركن بالعراقي لا الشامي لعدم محاذاة الشام إيّاه، بل محاذاته لما يقابل أربعاً وستّين درجة ممّا بعده إلى جانب الباب. واللّٰه الهادي إلى الصواب.
وقد عثرتُ بعد حين على تصريح العلّامة في «التذكرة» 2في المسألة الأولى من البحث الثاني في كيفية الطواف: بأنّ الركن الشامي يسمّى عراقياً أيضاً. وهو منافٍ لما في سائر كلماته. ويحتمل احتمالاً قويّاً أنّ منشأ اشتباه من جعل ركن الحَجَر الأسود عراقياً أنّه لم يكن قد حجّ حتى يرى وجداناً ما رأيناه، ووجد تعبير المطلع بالحال بركن الحَجَر مريداً به حِجْر إسماعيل، فزعم من اشتبه أنّ الحَجَر بفتح الحاء والجيم فسميّ ركن الحَجَر الأسود عراقياً، مع أنّ العراقي بالوجدان هو ركن الحِجْر بكسر الحاء وسكون الجيم، أي حِجْر إسماعيل.
* * *
السؤال: إنّ حِجْر إسماعيل على نبيّنا وآله وعليه السلام داخل في الكعبة أم لا؟ وعلى الأوّل فما ثمرة النزاع في الدخول وعدمه؟
الجواب: أمّا وجوب إدخال الحِجْر الذي هو موضع من الركن الشامي إلى الغربي يحوط بجدار قصير بينه وبين كل من الركنين فتحة في الطواف فمما صرّح به الأصحاب قديماً وحديثاً، بل لا خلاف في ذلك ولا إشكال يحتمل، ونفى العلم