45يأملون ويعملون لإعادة الخلافة العثمانية؛ ولذلك ما وافقوا على تسمية الحسين بن علي في «مؤتمر الحجّ» بمكّة عام 1924م، ولا على تسمية ملك مصر في «المؤتمر الإسلامي العام للخلافة» بمصر عام 1926م، لارتباط الشريف حسين بالبريطانيين، ووجود الجيش البريطاني بمصر (28) . ورشيد رضا الذي انهمك في نقاشات حول الخلافة والسلطنة (1922-1924م) وشروطهما التاريخية والشرعية تردّد قليلاً (1916- 1917م) ثمّ رفض البيعة للشريف حسين للسبب نفسه الذي رفضه من أجل الهنود؛ ولم يحضر مؤتمر الحجّ عام 1924م (29) ، ثمّ استطاع هو وغيره التهرّب من البيعة لملك مصر عام 1926م بحجّة تأجيل ذلك لمؤتمرٍ آخر ينعقد في السنة التالية، وهو ما لم يحدُث أبداً (30) .
كان المؤتمر الأخير الذي ذُكرت فيه مسألة الخلافة هو المؤتمر العام الإسلامي الذي انعقد بمكّة عام 1926م عقب مؤتمر القاهرة. وكان الملك عبد العزيز قد صارح المصريّين عندما دعوه لإرسال ممثّل عنه إلى المؤتمر القاهري، أنّه يؤيّد مصر في ذلك، وهو ليس مهتماً شخصياً بمسألة الخلافة. لكنّه لا يقبل أن تبحث اُمور الحرمين في المؤتمر المصري كما ردّد بعض المصرّين والهنود، إذ لا حاجة لذلك ما دام هو ملك نجدٍ والحجاز، والحرمان آمنان ومحميان (31) .
أمّا الدعوة التي أرسلها الملك في 28 أبريل 1926م لحضور مؤتمر العالم الإسلامي أثناء موسم الحجّ فقد نصّت على خدمة الحرمين وسكّانهما وضمان مستقبلهما، وتأمين الراحة للحجّاج والزائرين، وترقية أحوال الأراضي المقدّسة، والبحث في تعاون المسلمين من أجل الوصول إلى هذه الأهداف.
لقد كان يُريد طمأنة المسلمين إلى مجريات الاُمور بالحرمين بعد سيطرته عليهما عام 1924م. وما كان يريد المطالبة بالخلافة، لكنّه لا يقبل أيضاً أن يتدخّل الآخرون في شؤونهما باقتراح نظامٍ معيّنٍ لهما. وكان من دلائل ذلك المبايعة له ملكاً على نجد والحجاز قبل انعقاد المؤتمر.