153المعركة ومؤجِّجين لها، وكان همّهم الأوّل أن ينتقموا من أبناء قومهم الذين فارقوهم، فحينما تقابل الجيشان في المعركة خرج عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن ربيعة، طالبين المبارزة، فخرج لهم فتية من الأنصار وهم عوف ومعوذ ابنا الحارث وعبداللّٰه بن رواحة، ولمّا أبصرهم عتبة قال: لا شأن لنا معكم، أو ما لنا بكم من حاجة، وحينما انتسبوا قال لهم: أكفّاء كرام، إنّما نريد قومنا، فليخرج لنا من بني قومنا، أي من المهاجرين؛ ليصبّوا عليهم غضبهم وحقدهم ويشفوا قلوبهم.
فخرج إليهم عندئذ ثلاثة من المهاجرين: حمزة بن عبد المطّلب وعليّ بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث، فقتلوا عتبة و من كان معه بعد مبارزة شرسة قاسية.
أمّا القليل من جيش المشركين فكانوا من المغلوبين علىٰ أمرهم ولهم فضل على المسلمين حينما كانوا في مكّة، فأمر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أصحابه أن لا يقتلوهم وأمرهم بأسرهم، ومن هؤلاء بنو هاشم وكان العبّاس أحدهم وهو الذي تحمّل ألم مقاطعة قريش لبني هاشم في الشعب ثلاث سنوات، وطالما وقفوا ضدّ المشركين مدافعين عن المؤمنين.
ومنهم أبو البختري بن هشام الذي كان له الفضل في إنهاء المقاطعة تلك، وتوجّه إلى البيت لشقّ الصحيفة التي أكلتها الأرضة ولم يبقَ منها إلّالفظ (باسمك اللّهم) ، إلّاأنّ هذا الرجل لم يسمح للمسلمين بأسره وأصرّ على القتال حتّى قتل.
فكانت بدر، وكان النصر حليف المسلمين، والخزي والعار لأعدائهم، وقتل من المشركين سبعون، وأسر سبعون آخرون كان منهم عشرون من كبراء قريش وقادتها.
ونحن هنا نكتفي بإلقاء الضوء على واحدة من نتائج هذه المعركة، وهم الأسرى وكيف كان الموقف الإسلامي منهم، وكيف تمّ التعامل معهم.