154
الموقف من أسرى بدر
كان الموقف من هؤلاء الأسرى يتمحور حول أمور ثلاثة:
الأمر الأوّل: موقف الصحابة.
الأمر الثاني: موقف رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.
الأمر الثالث: موقف القرآن الكريم.
وهذا الموقف له شكلان:
الأوّل: الأسر وحكم الأسرىٰ، الآيات (67 - 69) الأنفال.
الثاني: بعث الأمل في نفوس الأسرىٰ. . . (70 - 71) الأنفال.
موقف الصحابة:
حتى نهاية معركة بدر، لم ينزل شيء أو حكم من السماء بخصوص الأسرى، وإن كان هناك خبر بحلية الفداء 1فما كان من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله - بعد غياب مثل ذلك الحكم - إلّاأن يستشير أصحابه ويسمع لهم في مصير السبعين أسيراً.
فبعد أن عاد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله من بدر إلى المدينة، التفّ حوله في المسجد كبار صحابته، وطرح موضوع أسرى بدر وكيفية التعامل معهم، وإلى الآن لم ينزل بشأن الأسرى شيء من السماء أيضاً، فراح كلّ صحابي يدلي برأيه فيهم:
فريق من الصحابة كان رأيه أن يبادوا جميعاً وكان منهم عمر بن الخطّاب حيث قال:
يارسول اللّٰه. . كذّبوك وأخرجوك، قدّمهم واضرب أعناقهم. حتّى قال قائل: لو كان فيهم أبو عمر أو أخوه ما أمر بقتلهم.