152عليه المشركون.
ثالثاً: إعلام المشركين بأنّهم لا يستطيعون أن يجنوا شيئاً من مؤامراتهم ومواقفهم الشريرة ضدّ المسلمين.
رابعاً: لعلّ قريشاً توقف اضطهادها لمن بقي من المسلمين في مكّة من الذين لم يستطيعوا مغادرتها بسبب تضييقها عليهم وتعسّفها في معاملتهم.
خامساً: تنبيه قريش أنّ تجارتها مع الشام في خطر ولاسيّما هي عصب حياتها، وتهديدها اقتصادياً، وهو ما أربكها وخلق الاضطراب في صفوفها.
لم يكتف أبو سفيان زعيم القافلة - بعد أن علم بترصّد المسلمين للقافلة - بأن يغيّر طريقها إلى موازاة البحر، بل بعث إلى مكّة من يخبر قريشاً بخطّة المسلمين وبما يناله من خطر إن لم يسعفوه بمددٍ.
وما إن سمع المشركون وبالذات كبراؤهم بالتهديد الذي يشكّله المسلمون على القافلة حتّى هبّوا بتسعمائة أو ألف مقاتل أو يزيدوا ليدافعوا عن أموالهم. وإذ هم في مسيرهم أقبل مخبر آخر من أبي سفيان يبشِّرهم بأنّ القافلة قد نجت وليس هناك خوف عليها بعد أن غيّر مسيرها.
إلّا أنّ أبا جهل وكثيراً من مشركي قريش رفضوا العودة إلى مكّة مصرّين على أن يواصلوا مسيرتهم نحو المدينة؛ لتلقين المسلمين درساً بليغاً يجعلهم لا يعيدون ما فعلوا مرّةً اُخرى أو يحسبون له ألف حساب.
وهنا وردت الأخبار إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أنّ القافلة نجت، وأنّ المشركين لم يقنعوا بذلك ويكتفوا بنجاة قافلتهم، فيعودوا من حيث أتوا بل قرّروا التوجّه نحو المدينة وتهديدها.
لقد خرجت قريش بعددها وعدّتها، بخُيلائها وفخرها، وكان الحقد يملأ قلوبهم - إلّاقليلاً منهم - على المهاجرين، انبعث هذا الجمع الحاقد من قريش بكامل رغبتهم، أي لم يكونوا مقاتلين عاديّين مكرهين، بل كانوا مخطّطين لهذه