149
موقف رسالي من أسرى بدر، وبني قريظة
يوسف مبارك
أسرىٰ بدر:
قبل أن نتحدّث حول المحور الأوّل، لابدّ لنا من إلقاء نظرة ولو خاطفة على المعاملة القاسية التي راحت قريش تعامل بها من آمن برسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ودعوته في مكّة، هذه المعاملة كانت سبباً مباشراً لاستحكام العداء بين هؤلاء المستضعفين الذين كلّ ذنبهم وجريمتهم في نظر مشركي مكّة أنّهم كانوا يشهدون أن لا إله إلّااللّٰه وأنّ محمّداً رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وآمنوا بما جاء به محمّد بن عبداللّٰه لا غير، بين هؤلاء وقريش استحكم العداء وأنتج آلاماً ومصائب حلّت بهذا الجمع المؤمن الذي ما استطاع أن يعيش في مكّة بأدنى مراتب العيش وأقلّها، فاضطرّ أخيراً إلى أن:
(1) يهاجر جمع منهم بعقيدته إلى بلد آخر (الحبشة) تاركاً بلده وقومه وماله وكلّ شيء لقريش، بعد أن أذن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لهم بالهجرة.
(2) فيما هاجر بعد ذلك رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وجمع آخر إلى المدينة تاركاً وطنه مكّة التي أحبّها قائلاً: