125رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فجاء أعرابيٌّ، فسلَّمَ على النبيّ صلى الله عليه و آله، ثمّ أنشأ يقول:
يا خير مَن دُفنت بالقاع أعظمُهُ
ثمّ قال: ها أنا ذا يارسول اللّٰه، فقد ظلمتُ نفسي، وأنا أستغفر اللّٰه وأسألك يارسول اللّٰه أن تستغفر لي. قال القتيبي: ثمّ نمتُ، فرأيتُ النبيّ صلى الله عليه و آله في المنام، فقال: يا قتيبي أدرك الأعرابي وبشِّره أنّه قد غَفَر اللّٰه له، قال: فأدركتُهُ وبشّرتُه.
المقصد السابع: في التوسّل
ولا ريب أنّه من سنن المرسلين، وسيرة السلف الصالحين، ودلّت عليه الأخبار والآثار.
نُقِلَ أنّ آدم لمّا اقترف الخطيئة، قال: ياربّي أسألك بحقِّ محمّد صلى الله عليه و آله لما غفرت لي، فقال: يا آدم كيف عرفت؟ قال: لأنّك لمّا خلقتني نظرتُ إلى العرش، فوجدتُ مكتوباً فيه: (لا إله إلّااللّٰه، محمّدٌ رسول اللّٰه) ، فرأيتُ اسمه مقروناً مع اسمك، فعرفتُهُ أحبّ الخلق إليك. صحّحه الحاكم 1.
وعن عثمان بن حنيف أنّ رجلاً ضرير البصر أتى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: ادعُ اللّٰه أن يعافيني، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: إن شئت صبرتَ فهو خيرٌ لك، وإن شئت دعوت، قال:
فادْعُهُ، فأمره أن يتوضّأ، ويدعو بهذا الدعاء: (اللّهمَّ إنّي أسألُك وأتوجّه إليك بنبيِّك محمّد نبيِّ الرّحمة، يا محمد إنّي توجّهتَ بك إلى ربّي في حاجتي ليقضيَها، اللّهمَّ شفِّعْهُ فيَّ) 2.