126وفيه دلالة على جواز الشفاعة في الدُّنيا، وعلى الاستغاثة، رواه الترمذي، والنسائي، وصحّحه البيهقي، وزاد: فقام وقد أبصر.
ونقل الطبراني عن عثمان بن حنيف أنَّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان في حاجته، فكان لا يلتفت إليه، فشكا ذلك لابن حنيف، فقال له: اِذهب وتوضّأ وقل: . . . (وذكر نحو ما ذكر الضرير) ، قال: فصنع ذلك، فجاء البوّاب، فأخذه وأدخله على (عثمان) ، فأمسكه على (الطنفسة) وقضى حاجته 1. .
وروي أنّه لمّا دعا النبيّ صلى الله عليه و آله لفاطمة بنت أسد، قال: اللّهمَّ إنّي أسألك بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي. . . (إلى آخر الدعاء) 2.
وفي الصحيح عن أنس أنّ عمر بن الخطّاب رضى الله عنه كان إذا أقحط الناس استسقىٰ بالعبّاس، فقال: اللّهمَّ إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيِّك فتسقينا، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيِّك، ونستشفع إليك بشيبته، فَسُقوا 3.
وروى الشيخ عبد الحميد (بن أبي الحديد) عن علي عليه السلام أنّه قال: كنتُ من رسول اللّٰه كالعضد من المنكب، وكالذراع من العضد، ربّاني صغيراً، وواخاني كبيراً، سألته مرّةً أن يدعو لي بالمغفرة، فقام فصلّى، فلمّا رفع يديه سمعته يقول:
اللّهمَّ بحقّ علي عندك اغفر لعلي، فقلتُ: يارسول اللّٰه ما هذا؟ فقال: أوَ أحدٌ أكرم منك عليه، فأستشفعُ به إليه؟ 4.
وفي هذين الخبرين دلالةٌ على شفاعة الدُّنيا.
وفي مسند ابن حنبل أنّ عائشة قال لها مسروق: سألتك بصاحب هذا القبر ما الذي سمعت من رسول اللّٰه (يعني: في حقّ الخوارج) ؟ قالت: سمعته يقول: إنّهم