114الوجود، ما وجدتُ ذلك منهم، ولا صدرَ ذلك عنهم، ولا بأس عليكم فربّما افترى الحاضرون لديكم تقرُّباً بذلك إليكم، فاقتصر على حدودِك التي أنت فيها، فإنّ النفس إذا قنعت، قليلٌ من الدُّنيا يكفيها.
وفي المشكاة: عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: إنّي لستُ أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخشى عليكم الدُّنيا أن تنافسوا فيها فتهلكوا، كما هلك مَنْ كان قبلكم 1.
وبعد التأمّل الصادق لا نجد - عند مَنْ شاهدناه ممّن يدّعي الإسلام وينتسب إلى ملّة سيِّد الأنام - ذبحاً، ولا نحراً، ولا نذراً، ولا عتقاً، ولا تصدّقاً، ولا وقفاً، ولا شيئاً من العبادات ممّا يتعلّق بالماليّات أو البدنيّات، ولا توسّلاً، ولا تقرّباً، إلّا إلى جبّار الأرضين والسماوات، ولو أعلمُ ذلك منهم لما قبلت كلمة الإسلام الصادرة عنهم.
فمهلاً يا أخي مهلاً مهلاً، فإنّ القوم ليس حالهم كما وصل إليكم، وورد عليكم، فإنّي بهم خبير، وبأحوالهم بصير، وليس غرضي تزكيتهم، ولكن - واللّٰه - هذا الذي علمتُهُ من سيرتهم، واللّٰه الموفّق.
المقصد الرابع: في النذر لغير اللّٰه
هذا المقام من مزال الأقدام، وإنّما كثرت فيه الأقاويل، لخفاء الموضوع إلّا على القليل، فإنّه لا ينبغي الشكّ في أنّ النذر لغير اللّٰه على أنّه أهل لأنْ يُنذرَ له، لأنّه مالك الأشياء وبيده زمامها من الكفر والشرك، لأنّ النذر من أعظم العبادات، وإن اُريد أنّه ينعقد بذلك وإن لم يُذكَر اسم اللّٰه عليه فهي مسألة فقهية فرعية. واعتقاد