112وعن بُريدة، عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّ امرأةً سألتْهُ هل تصوم عن اُمّها بعد موتها؟ وهل تحجّ عنها؟ قال: نعم 1.
وعن ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: تقضي البنتُ نذْرَ اُمِّها 2.
ورُوي أنّ العاص بن وائل أوصى بالعتق، فسأل ابنه عمرو النبيّ صلى الله عليه و آله عن العتق له، فأمره به.
ورُوي عن عائشة أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال عند الذبح: اللّهمَّ تقبّل من محمّد وآله، واُمّته.
والحاصل، لا كلام ولا بحث في أنّ أفعال الخير تُهدى إلى الموتى، ومَنْ أولى بالهدايا من أنبياء اللّٰه وأوصيائه، فليس الذبح لهم وباسمهم، حتّى يكون الإهلال لذكرهم، وإنّما ذلك عملٌ يُهدى إليهم ثوابه كسائر الأعمال، حتّى أنّه لو ذكر اسمهم على الذبيحة، كان ذلك عند المسلمين منكراً، فهو ذبح عنهم لا لهم.
وإنّي - والذي نفسي بيده - منذ عرفتُ نفسي إلى يومي هذا، ما رأيتُ، ولا سمعتُ أحداً من المسلمين ذبحَ أو نحرَ، ذاكراً لاسم نبيّ، أو وصيّ، أو عبد صالح، وإنّما يقصدون إهداء الثواب إليهم، فإن كان في أطرافكم قبل تسلّطكم مثل ذلك، (فصاحب الدار أدرى بالذي فيها) .
ولا شكّ أنّ نجداً وأعرابها قبل أن تُظْهِروا فيها أمر الصلاة والصيام، وتأمروهم بالملازمة لعبادة الملك العلّام، كانوا كالأنعام أو أضلَّ سبيلاً، وقد رفع اللّٰه عنهم الشقاق، وحصل بينهم الاتّفاق، وفرّقوا بين الحلال والحرام، وتوجّهوا لأوامر الملك العلّام.
ويؤيّد ذلك ما رواه ابن عمرو عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: اللّهمَّ بارك لنا في