111خالفوا أنبياء اللّٰه في نهيهم عن تلك الأشياء، فكانت قصد تقرّبهم فيما نهى اللّٰه عنه.
إمّا بناءً على أنّ الأصنام للجبّار قاهرون، فيقرّبونهم قهراً، أو كان استهزاءً بالرسل، وتكذيباً لهم، وكلّ من الكُفْرَين أعظم من الآخر، فإنَّ المتقرّبين محصّل كلامهم أنّا نخالف أمر اللّٰه وأمر رسوله، ونعبد ما نُهينا عن عبادته ليقرّبنا إلى اللّٰه!
المقصد الثالث: في الذبح لغير اللّٰه
لا يشكّ أحدٌ من المسلمين في أنّ من ذبح لغير اللّٰه ذبح العبادة (كما يذبح أهل الأصنام لأصنامهم حتّى يذكروا على الذبائح أسماءهم، ويهلون بها لغير اللّٰه) خارجٌ عن ربقة المسلمين 1، سواءً اعتقدوا إلٰهيّتهم، أو قصدوا أن يقرّبوهم زُلفى؛ لأنّ ذلك من عبادة غير اللّٰه تعالى.
وأمّا من ذبح عن الأنبياء أو الأوصياء أو المؤمنين ليصل الثواب إليهم، كما يُقرأ القرآن ويُهدى إليهم، ونصلّي لهم وندعو لهم، ونفعل جميع الخيرات عنهم، ففي ذلك أجرٌ عظيم، وليس قصد أحد من الذابحين للأنبياء أو لغيرهم سوى ذلك.
أمّا العارفون منهم، فلا كلام. وأمّا الجُهّال، فهم على نحو عرفائهم.
وقد رُوي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه ذبح بيده، وقال: اللّهمَّ هذا عنّي، وعن مَنْ لم يُضح من اُمّتي. رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي 2. وفي سنن أبي داود أنّ عليّاً كان يُضَحّي عن النبيّ صلى الله عليه و آله بكبش، وكان يقول: أوصاني أن اُضحّي عنه دائماً 3.
وعن علي عليه السلام أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أوصاني أن اُضحّي عنه 4.